الحب جوهرة ثمينة لاتقدر.
فكلما انتشر الحب بيننا أصبح للحياة نكهة خاصة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام:
(( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأب راع وهو مسؤول عن رعيته، والأم راعية ومسؤولة عن رعيتها ...))
"
أمرنا الله عزوجل في هذه الحياة بمسؤوليات جمة ، ولكن هناك مسؤولية تعد فريدة من نوعها ، وتكمن في تربية الأبناء.
للأسف الكثير منا في هذا الزمان لم يدركوا حقيقة هذه المسؤولية الملقاة على عاتقهم. فأصبحوا يستثقلونها وفي أغلب الأسر
وكُلت هذه المهمة للمربيات.
"
هناك الكثير من الآباء والأمهات من يعتقدون أن مهمتهم حيال التربية تتمثل في توفير الحاجات الرئيسية فقط
(أكل _ شرب )
ويغفلون الجانب العاطفي لدى أبنائهم وهذا مما كان سببا في وقوع الكثير من الأبناء في مهاوي الردى بعد ضعف الوازع الديني.
ويعتقدون إنه مهمتهم إصدار الأوامر بأي أسلوب وعلى الأبناء الاستجابة دون أي مراعاة لمشاعرهم.
أمهات المستقبل:
اسمحو لي بأن أقول إنه هذا الاعتقاد فيه من الظلم والجور والتعسف مالا يحصى .
ولا بد من تغييره إلى أسلوب يشتمل على الحب والحوار حتى نضمن سعادة أبنائنا ، واستقرار نفسياتهم.
فهم فلذات أكبادنا
غاليتي:
إليك هذين النموذجين الواقعيين في التربية لتدركي بعضا مما أتطلع إليه.
"
أب ذهب إلى إحدى المطاعم برفقة عائلته، وأثناء تناولهم للطعام انكسرت إحدى الأواني من قبل فلذة كبدهم، فقام الأم بضرب ابنه ضربا
مبرحا وارتفع صوت الابن عندها اطلعت عائلة ثانية عليهم عند خروجهم فتبين لهم أن الطفل لا يتجاوز عمره 3 سنين !!!
طفل عمره لم يتجاوز 3 سنين أيعقل أن يكون تصرفنا معه بهذه القسوة؟! والأدهى من ذلك إذا استمر هذا الأسلوب معه طوال حياته عندها
حتما سنحصل على شاب معقد نفسيا وإن كان ناجحا في حياته . فلا بد أن تكون هناك أثار سيئة.
وفي المقابل:
أسرة أخرى حصل لهم نفس الموقف من ابنهم . ولكن موقفهم كان رائعا ، فالأب قام باحتوائه وقال: الحمد لله أنك لم تصاب بأذى.
وأفهمه بطريقته الخاصة من وجوب الانتباه.
حب وحوار جعلت هذا الطفل ينشأ وهو في حالة نفسية ممتازة . فلا يلجأ لأحد من الناس عند وقوعه في أي مشكلة. لأنه أدرك وجود من
يفهمونه ويعطونه الحب. ويتحاورون معه.
أحبتي:
كثيرة هي المشاهد في هذا الشأن سواء أكانت إيجابية أم سلبية.
لكن ألم يحن الوقت لكي نتعلم ونربي على أساس الحب والحوار حتى نكون عونا لأبنائنا بعد الله عزوجل .؟؟!!!
"
أحبتي:
أترك لكن المجال للإجابة على مايجول في خاطري .
وأسأل الله أن أكون قد وفقت ولو بالقليل في إيصال رسالتي.
يقول تعالى:
(( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))