للكاتب والباحث والشاعرعبد ربه اسيلم
" وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا , فإذا وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا , ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا , إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها , فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا " سورة الإسراء : 4 – 7 .
هذه الآيات تتحدث عن علويين مصحوبين بإفساد ... وبين وعد الأولى ووعد الآخرة يتحدد مسارنا باتجاه بوابات الأقصى ... باتجاه التمكين ... وباتجاه العالمية الثانية للإسلام . بعد أن وضع الرسول – ص – حدا للعلو والإفساد الإسرائيلي الأول كانت جموع اليهود تتجه إلى بلاد الشام – فلسطين ... أرض اللبن والعسل وأرض المحشر الكوني ليتجه المسار الصهيوني نحو بلاد الشام بانتظار اللحظة الإلهية عودتهم لفيفا ... لفيفا من كل دول الشتات اليهودي إلى ديارنا المقدسة – فلسطين تمهيدا لـ " محاكمة الرب " كما تعبر التوراة و " وعد الآخرة " كما يعبر القرآن الكريم , وللتفصيل ...
أولا : وعد الأولى :-
كان في المدينة – مدينة رسول الله- - ص – ثلاث بطون من اليهود : بني قينقاع ... بني قريضة ... وبني النضير , وقد أفسدوا وعلوا جميعا في زمن الرسول – ص – يقول الله عز اسمه في مطلع سورة الحشر " سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم , هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار " 1 – 2 .
ولقد قام الرسول – ص – بتطهير جزيرة العرب منهم عبر قتلهم تارة ودفعهم باتجاه " وعد الآخرة " – أدرعات الشام تارة أخرى !!!! ... يروى أن الرسول – ص – قال لهم " أخرجوا , قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى الشام " !!! , ولتفصيل ملامح " وعد الأولى " ومظاهر علوهم وإفسادهم نتناول بطونهم كالآتي :-
1 – بني قينقاع .
2- بني النضير .
3 – بني قريظة .
أولا : بني قينقاع :-
كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله – ص – جمعهم بسوق قينقاع , ثم قال : يا معشر اليهود احذروا من الله عز وجل مثل ما نزل بقريش من النقمة , وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وفي عهد الله إليكم , فأجابوه بعنجهية المستكبرين المفسدين :" يا محمد إنك ترى أنك كقومك ؟! لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت فرصة إنا والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس " ,
ويروي ابن هشام : أن امرأة قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها , فأبت , فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده على ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها فصاحت فوثب رجل من المسلمين فقتلوه فأستصرخ أهل المسلم المسلمين على يهود , فغضب المسلمون , فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع , فكان هؤلاء أول يهود نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله – ص – فحاصرهم رسول الله – ص – مدة من الزمن حتى نزلوا على حكمه , فقام إليه عبد الله بن أبي سلول فقال : يا محمد , أحسن في موالي ! فلم يلتفت إليه رسول الله – ص – وكرر ثانية , فأعرض عنه رسول الله – ص – فأدخل يده في جيب درعه – ص – فقال له : أرسلني وغضب رسول الله – ص – حتى رأوا لوجهه ظلا , ثم قال له : ويحك أرسلني , قال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ... أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع - قد منعوني من الأحمر والسود تحصدهم في غداة واحدة ؟ إني امرو أخشى الدوائر , فقال له رسول الله – ص - :" هم لك " , وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها , فخرجوا منها , فخرجوا إلى أذرعات الشام , وهلك أكثرهم فيها , وكان هذا في السنة الثانية للهجرة " فقه السيرة ص178 – 179 .
ثانيا : بني النضير :-
في السنة الرابعة للهجرة خرج رسول الله – ص – إلى بني النضير فكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين الذين قتلوا عمرو بن أمية الصخري , وكان لهما من رسول الله – ص – جوار وعهد كما كان لهما مع بني النضير مثله , فقالوا : نفعل يا أبا القاسم ما أحببت , وخلا بعضهم إلى بعض , وهموا بإلقاء صخرة عليه , فنهض سريعا كأنه يريد حاجة وتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه , فقالوا قمت ولم نشعر ! , قال :" همت يهود بالغدر , فأخبرني الله بذلك فقمت " , ثم أرسل إليهم رسول الله – ص - :" أو أخرجوا من بلدي فقد هممتم بما هممتم به من الغدر وقد أجلتكم عشرا فمن رئى بعد ذلك ضربت عنقه , فأخذوا يتهيئون للخروج , ولكن رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول أرسل إليهم :" أن لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصنكم فإن معي ألفين من قومي يقاتلون عنكم , فعادوا عما عزموا عليه من الخروج وتحصنوا في حصونهم فحاصرهم النبي – ص – خمسة عشر يوما وأمر بقطع نخلهم وألافها ... " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين " سورة الحشر 5 . فعرضوا على رسول الله – ص – أن يخرجوا من المدينة كما أراد , ولكنه – ص – قال :" لا أقبله اليوم إلا على أن تخرجوا بدمائكم فقط وليس لكم من أموالكم إلا ما حملته الإبل , فنزل اليهود على ذلك , فغنم المسلمون خمسين درعا , وخمسين بيضة , وثلاثمائة وأربعين سيفا , أما اليهود فجعلوا يحملون الخشب ويحملون النساء والذرية وشقوا المدينة والنساء في الهوادج عليهن الحرير والديباج وحلي الذهب والمعصفرات وهن يضربن الدفوف ويزمرن بالمزامير تجلدا , فكانوا على ستمائة بعير , فتفرقوا ما بين خيبر والشام , يقول الله تعالى :" وهو الذي أخرج الذين كفوا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار , ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار , ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب " سورة الحشر 2- 4 ص 293 – 295 المنهج الحركي للسيرة النبوية , ص 202 – 203 فقه السيرة .
ثالثا : بني قريضة :-
جاء في الصحيحين أن النبي – ص – لما رجع من الخندق وضع السلاح وأغتسل أتاه جبريل – ع - فقال :" قد وضعت السلاح ؟ والله ما وضعناه , فأخرج إليهم , قال : إلى أين ؟ قال : هذا وأشار إلى بني قريضة , فخرج النبي – ص – و نادى – ص – المسلمين ألا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة , فسار الناس , فأدرك بعضهم العصر في الطريق , فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها , وقال بعضهم : بل نصلي , ولم يرد منا ذلك , فذكروا ذلك للنبي – ص – فلم يعنف أحدا منهم .
وقدم رسول الله – ص – على بن أبي طالب – ع – برايته إلى بني قريضة وابتدرها الناس , فسار على بن أبي طالب – ع – حتى إذا دنا من الحصون سمع مقالة خبيثة لرسول الله – ص – فرجع حتى لقى رسول الله بالطريق , فقال : يا رسول الله لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابث , قال : لم ؟ أظنك سمعت منهم لي أذى ؟ قال : نعم يا رسول الله , قال : لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا , فلما دنا رسول الله – ص – من حصونهم قال :" يا أخوان القردة , وهل خزاكم الله وأنزل بكم نعمة ؟ قالوا : يا أبا القاسم ما كنت جهولا " ص301 المنهج الحركي للسيرة النبوية .
في أواخر المحرم للسنة السابعة من الهجرة توجه رسول الله – ص – إلى خيبر وكانت مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع تقع على بعد مائة ميل شمال المدينة جهة الشام , وكان مع النبي – ص – في هذه الغزوة ألف وأربعمائة مقاتل ما بين فارس وراجل . حاصرهم رسول الله – ص – بضع عشرة ليلة حتى إذا أيقن من فيهما بالهلاك سألوه – ص – أن يخرجهم من نخلهم ويحقن دماءهم ويتركوا له الأموال فوافقهم – ص – على ذلك , ثم إنهم سألوا رسول الله – ص – أن تبقى خيبر تحت أيديهم يعملون فيها ويزرعونها لأنهم أعرف بأراضيهم وأعمر لها , ولهم شطر ما يخرج منها , فصالحهم رسول الله – ص – على ذلك , وقال لهم :" على أنا إن شئنا أن نخرجكم أخرجناكم " .
فما اطمأن رسول الله – ص – أهدت له زينب بنت الحارث امرأة سلام بن شكيم ذراع شاة مسمومة فلفظها , ثم قال : إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم , ثم دعا بها , فاعترفت فقال : ما حملك على ذلك ؟ قالت : بلغت من قومي ما لم يخف عليك , فقلت : إن كان ملكا استرحت منه وإن كان نبيا فسيخبر .
وقسم رسول الله – ص – غنائم خيبر بين المسلمين : للراجل سهم وللفرس سهمان " فقه السيرة ص256 – 257 .
ثانيا : وعد الآخرة :-
من " أدرعات – الشام " إلى " تل أبيب – فلسطين " ومن الإرهابي " حيي بن أحطب " إلى الإرهابي " بن جوريون " كانت خطوة الألف ميل باتجاه " وعد الآخرة ... ومن الإرهابي " بن جوريون " إلى الإرهابي " رابين " وإلى الإرهابي ... يأخذ العلو والإفساد الإسرائيلي الرسمي عنفوانه وطابعه الهجين ضمن الجوقة الغربية والعربية لتبدأ ملامح " وعد الآخرة " ... " جئنا بكم لفيفا " ... " عبادا لنا أولي بأس شديد " ... " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " ... " وليتبروا ما علوا تتبيرا " ... ولتفصيل ملامح " وعد الآخرة " ...
1 – الهجرة اليهودية .
2 – دخول المسجد الأقصى المبارك .
3 – تتبير العلو والإفساد الإسرائيلي .
أولا : الهجرة اليهودية :-
الهجرة اليهودية المتواصلة إلى ديارنا المقدسة - فلسطين " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " سورة الإسراء .
قبل ميلاد هذا الكيان السرطاني الغاصب ونحن نشهد موجات متلاحقة من الهجرة اليهودية والتي تزداد زخمها وأخذت طابعا دوليا ورسميا في التسعينيات من هذا القرن – القرن العشرين , وقد وضعتها الحركة الصهيونية دوما على سلم أفضلياتها يقول جابتونسكي – أستاذ الإرهابي مناحم بيجن :" مهمة الصهيونية هي العمل على توطين عدد كاف من اليهود خلال وقت معين وعلى مساحة معينة ليصبحوا أمثرية مقررة فيها .... الاستيطان الصهيوني معناه استيطان يؤدي إلى خلق أكثرية يهودية , ولذلك فهو قبل كل شيء استيطان سريع , ليس استعمارا عاديا ولكنه استعمار فريد من نوعه , استعمار شاذ " تاريخ الصهيونية ص170 ج2 , ويعلن بن جوريون :" الشعب اليهودي بأسره سيعود إلى الاستيطان في أرض الآباء والأجداد الممتدة من النيل إلى الفرات " قبل أن يهدم الأقصى ص72 , وأعلن الإرهابي شارون أن :" الاستيطان روح الصهيونية " .
موجات الهجرة اليهودية في تتابع هندسي تصاعدي لعين وبشكل يكاد يكون متواصل أسبوعيا لا بل يوميا من كل دول الشتات اليهودي وبخاصة بعد انهيار الشيطان الأصغر – الاتحاد السوفييتي , وما يصاحبها من عمليات تطهير قذرة لتكريس التواجد اليهودي الفعلي على الأرض لخلق واقع جديد ولخلق الواقعية العربية !!!! ضمن منظومة يهو صليبية خبيثة لتكريس واستمرارية الهيمنة الغربية الكافرة على عالمنا العربي والإسلامي الممتد من طنجا إلى جاكرتا فالمؤامرة التي يتعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني المسلم بحجم الكرة الأرضية وإن كانت ديارنا المقدسة – فلسطين لا تتجاوز قبضة اليد !!! , فالعالم الغربي الكافر حانث توراتيا على تركيع عالمنا العربي والإسلامي ... تركيعه عسكريا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا و ... الخ .
تركيعه عسكريا : عبر عدم سماحة بخلق بني عسكرية تحتية وتحويله فقط إلى مستودعات للأسلحة التي يشرف عليها الرجل الغربي الأبيض ذو العيون الزرقاء !!! , واقرب مثال على ذلك فرق التفتيش الأمريكية عفوا اللادولية من أجل تدمير البنية التحتية للآلة العسكرية العراقية بأموالنا – أموال العراق وبإجماع عربي تحسد عليه ( ما عدا اليمن والدولة الإسلامية في السودان ) .
وتركيعه سياسيا عبر معاهدة سايكس – بيكو , وإنشاء منظمات عربية هزيلة حارسة لهذه المعاهدة تحافظ على العلم والنوتة المتميزة لكل عضو من أعضائها وأقرب مثال على ذلك جامعة الدول العربية والتي أنشئت بقرار غربي من الإرهابي أنتوني ايدن !!! .
وتركيعه اقتصاديا : عبر الاستنزاف النفطي الهائل لمواردنا تحت إغراء الدولار والرفاهية الاستهلاكية , وشركات الببسي والكولا !!! .
وتركيعه نفسيا : عبر الكامب من ديفيد إلى مدريد – واشنطن من أجل تقبل تواجد الجيتو اليهودي فيما يسمى بدولة " إسرائيل " !!! ....
والذي يأسرني ويجعلني أكاد أنفجر في وجه أولاد كامب مدريد – واشنطن أن التوراة تسجل ذلك وبنص قطعي الدلالة يقول سفر حزقيال الإصحاح 20 " وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي تفرقتكم فيها بيد قوية وبذراع ممدودة وبسخط مسكوب وآتي بكم إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه كما حاكمت آباءكم في برية أرض مصر , كذلك أحاكمكم يقول السيد الرب " مصداقا لقوله عز اسمه :" وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " سورة الإسراء 104 .
من هذا النص التوراتي القطعي الدلالة نستنتج أن :-
1 – محافظة اليهود على نقائهم العنصري عبر التاريخ في دول الشتات اليهودي داخل تجمعات الجيتو أمر إلهي " وأخرجكم من بين الشعوب " !!! .
2 – عودة اليهود من كل دول الشتات اليهودي إلى ديارنا المقدسة – فلسطين " وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي تفرقتم فيها ... , " ويرفع راية الأمم ويجمع منفى بني إسرائيل ويضم مشتتي يهودا من أربعة أطراف الأرض " سفر أشعياء 11 : 12 .
3 – القدرة على حشد الطاقات والإمكانيات .... قرآنيا " وجعلناكم أكثر نفيرا " , وتوراتيا " بيد قوية وبراع ممدودة " لتحقيق وعد الله توراتيا وقرآنيا !!! .
4 – عودة اليهود من كل دول الشتات اليهودي إلى ديارنا المقدسة – فلسطين لا يتم إلا بقوة وذراع ممدودة ... " " وجعلناكم أكثر نفيرا " سورة الإسراء .... قادرة على التقاطهم من الشتات اليهودي وقذفهم بل وحشرهم في ربوع ديارنا المقدسة – فلسطين ... " بيد قوية وبذراع ممدودة ... " .
5 – عودة اليهود إلى ديارنا المقدسة – فلسطين لا تعني ولن تعني أنهم على الحق فصدق رسولنا الكريم – ص - :" والذي نفسي بيده لو أن موسى حيا بين أظهركم ما وسعه إلا أن يتبعني ... ف" شعب الله المختار " ليس إلا خرافة اختلقوها ويسوقونها ... فها هم يعودون بسخط من الله لتحقيق " وكان وعدا مفعولا " سورة الإسراء ... تأكيدا للمفهوم التوراتي " ... وبسخط مسكوب ... " .
6 – محاكمة الرب لأبناء القردة والخنازير هنا على ترابنا المقدس – فلسطين ... فها هم يعودون لفيفا ... لفيفا إلى برية الشعوب – فلسطين أو ما نفهمه قرآنيا ب" أرض المحشر " , يروي زيادة بن سودة عن أخيه أن ميمونة ( مولاة الرسول – ص - ) قالت : يا نبي الله أفتينا في بيت المقدس , فقال " أرض المحشر والمنشر " رواه أحمد , وهذا أشارة صريحة إلى "... وآتي بكم إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه كما حاكمت آباءكم في برية أرض مصر " .
7 – " التيه " و " محاكمة الرب " وجهان لعملة واحدة بينهما أربعة آلاف عام ... ف" التيه " شيء يخيفهم يجعلهم يرتجفون وهو قبل كل شيء عقوبة " الرب " لتمردهم وعدم استجابتهم لدخول " الأرض المقدسة " – فلسطين التي كتبها الله لهم .... فتاهوا في صحراء سيناء " أربعين عاما " يرعبهم غضب الله ليفنى جيل الجبناء والمتقاعسين والذين يريدون من الأرض المقدسة – فلسطين أن تأتي إليهم لا أن يأتوا إليها , وينشأ جيل " مؤمن " ذو باس شديد يتربى في أحضان الصحراء ولهيبها وحريتها صلب العود يخلع أثواب الذل والعبودية التي تربى آباءه في أحضانها في أرض مصر ... " وإذ قال موسى لقومه : يا قوم أذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين , يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين . قالوا : يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإنا داخلون . قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين , قالوا : يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون . قال : رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فأفرق بيننا وبين القوم الفاسقين . قال : فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض , فلا تأس على القوم الفاسقين " سورة المائدة 20 – 26 .
واليوم ها هم يعودون " بسخط من الرب " إلى الأرض المقدسة – فلسطين التي تمردوا ورفضوا دخولها أول مره ... ها هم يعودون ... " الرب " يجمعهم من الشتات – كل الشتات تمهيدا للمحاكمة الكبرى " محاكمة الرب " توراتيا أو " وعد الآخرة " قرآنيا إشارة إلى ... " ... وأحاكمكم هناك وجها لوجه كما حاكمت آبائكم في برية أرض مصر " .
والأغرب من الخيال أن أبناء القردة والخنازير يقرأون ذلك صباح مساء ... يمشون إليه بأرجلهم ... " لذلك تنبأ وقل هكذا قال السيد الرب : هانذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم ( يا شعبي !!! ) وآتي بكم إلى أرض إسرائيل " سفر حزقيال 37 .
باختصار : إنهم يحفرون قبورهم بأيديهم وبأيدي المؤمنين فأعتبروا يا أولي الأبصار !!! .
ثانيا : دخول المسجد الأقصى المبارك :-
يبشرنا القرآن الكريم بدخولنا المسجد الأقصى مكبرين مهللين وما نعبر عنه ب" الفتح الأكبر " ... دخله عمر – رض – وعلى خطاه " عبادا لنا أولي بأس شديد " , يقول الله تعالى " فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " سورة الإسراء 7 .
ثالثا : تتبير العلو الإسرائيلي :-
يبشرنا القرآن الكريم بأن ( عبادا لنا أولي بأس شديد ) سوف نتبر مظاهر العلو والإفساد الإسرائيلي والمتمثل رسميا في كيانهم السرطاني الغاصب ( إسرائيل ) , يقول الله تعالى :" وليتبروا ما علوا تتبيرا " سورة الإسراء 7 .
وقد ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسير الاية اننا عندما ابتعدنا عن صفة عباد الله اعاد الله لهم الكرة علينا وحتي تعاد لنا الكرة مرة اخري يجب انا نعود لصفة عباد الله وقضي الله بان وعد الاخرة هذا سيحدث باذن الله
فها هو الرسول r يقول لابن حوالة – رضي الله عنه - : ( يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدس فالساعة يومئذ أقرب من يدي هذه على رأسك ) [ مسند الإمام أحمد 5/288 وصححه الألباني في صحيح الجامع 7838 ] .
*عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا رأيت الخلافة نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام" مسند أحمد 21449 وسنن أبو داود 2173
...
" وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا , فإذا وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا , ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا , إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها , فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا " سورة الإسراء : 4 – 7 .
هذه الآيات تتحدث عن علويين مصحوبين بإفساد ... وبين وعد الأولى ووعد الآخرة يتحدد مسارنا باتجاه بوابات الأقصى ... باتجاه التمكين ... وباتجاه العالمية الثانية للإسلام . بعد أن وضع الرسول – ص – حدا للعلو والإفساد الإسرائيلي الأول كانت جموع اليهود تتجه إلى بلاد الشام – فلسطين ... أرض اللبن والعسل وأرض المحشر الكوني ليتجه المسار الصهيوني نحو بلاد الشام بانتظار اللحظة الإلهية عودتهم لفيفا ... لفيفا من كل دول الشتات اليهودي إلى ديارنا المقدسة – فلسطين تمهيدا لـ " محاكمة الرب " كما تعبر التوراة و " وعد الآخرة " كما يعبر القرآن الكريم , وللتفصيل ...
أولا : وعد الأولى :-
كان في المدينة – مدينة رسول الله- - ص – ثلاث بطون من اليهود : بني قينقاع ... بني قريضة ... وبني النضير , وقد أفسدوا وعلوا جميعا في زمن الرسول – ص – يقول الله عز اسمه في مطلع سورة الحشر " سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم , هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار " 1 – 2 .
ولقد قام الرسول – ص – بتطهير جزيرة العرب منهم عبر قتلهم تارة ودفعهم باتجاه " وعد الآخرة " – أدرعات الشام تارة أخرى !!!! ... يروى أن الرسول – ص – قال لهم " أخرجوا , قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى الشام " !!! , ولتفصيل ملامح " وعد الأولى " ومظاهر علوهم وإفسادهم نتناول بطونهم كالآتي :-
1 – بني قينقاع .
2- بني النضير .
3 – بني قريظة .
أولا : بني قينقاع :-
كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله – ص – جمعهم بسوق قينقاع , ثم قال : يا معشر اليهود احذروا من الله عز وجل مثل ما نزل بقريش من النقمة , وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وفي عهد الله إليكم , فأجابوه بعنجهية المستكبرين المفسدين :" يا محمد إنك ترى أنك كقومك ؟! لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت فرصة إنا والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس " ,
ويروي ابن هشام : أن امرأة قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها , فأبت , فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده على ظهرها فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها فصاحت فوثب رجل من المسلمين فقتلوه فأستصرخ أهل المسلم المسلمين على يهود , فغضب المسلمون , فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع , فكان هؤلاء أول يهود نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله – ص – فحاصرهم رسول الله – ص – مدة من الزمن حتى نزلوا على حكمه , فقام إليه عبد الله بن أبي سلول فقال : يا محمد , أحسن في موالي ! فلم يلتفت إليه رسول الله – ص – وكرر ثانية , فأعرض عنه رسول الله – ص – فأدخل يده في جيب درعه – ص – فقال له : أرسلني وغضب رسول الله – ص – حتى رأوا لوجهه ظلا , ثم قال له : ويحك أرسلني , قال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ... أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع - قد منعوني من الأحمر والسود تحصدهم في غداة واحدة ؟ إني امرو أخشى الدوائر , فقال له رسول الله – ص - :" هم لك " , وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها , فخرجوا منها , فخرجوا إلى أذرعات الشام , وهلك أكثرهم فيها , وكان هذا في السنة الثانية للهجرة " فقه السيرة ص178 – 179 .
ثانيا : بني النضير :-
في السنة الرابعة للهجرة خرج رسول الله – ص – إلى بني النضير فكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيين الذين قتلوا عمرو بن أمية الصخري , وكان لهما من رسول الله – ص – جوار وعهد كما كان لهما مع بني النضير مثله , فقالوا : نفعل يا أبا القاسم ما أحببت , وخلا بعضهم إلى بعض , وهموا بإلقاء صخرة عليه , فنهض سريعا كأنه يريد حاجة وتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه , فقالوا قمت ولم نشعر ! , قال :" همت يهود بالغدر , فأخبرني الله بذلك فقمت " , ثم أرسل إليهم رسول الله – ص - :" أو أخرجوا من بلدي فقد هممتم بما هممتم به من الغدر وقد أجلتكم عشرا فمن رئى بعد ذلك ضربت عنقه , فأخذوا يتهيئون للخروج , ولكن رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول أرسل إليهم :" أن لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصنكم فإن معي ألفين من قومي يقاتلون عنكم , فعادوا عما عزموا عليه من الخروج وتحصنوا في حصونهم فحاصرهم النبي – ص – خمسة عشر يوما وأمر بقطع نخلهم وألافها ... " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين " سورة الحشر 5 . فعرضوا على رسول الله – ص – أن يخرجوا من المدينة كما أراد , ولكنه – ص – قال :" لا أقبله اليوم إلا على أن تخرجوا بدمائكم فقط وليس لكم من أموالكم إلا ما حملته الإبل , فنزل اليهود على ذلك , فغنم المسلمون خمسين درعا , وخمسين بيضة , وثلاثمائة وأربعين سيفا , أما اليهود فجعلوا يحملون الخشب ويحملون النساء والذرية وشقوا المدينة والنساء في الهوادج عليهن الحرير والديباج وحلي الذهب والمعصفرات وهن يضربن الدفوف ويزمرن بالمزامير تجلدا , فكانوا على ستمائة بعير , فتفرقوا ما بين خيبر والشام , يقول الله تعالى :" وهو الذي أخرج الذين كفوا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار , ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار , ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب " سورة الحشر 2- 4 ص 293 – 295 المنهج الحركي للسيرة النبوية , ص 202 – 203 فقه السيرة .
ثالثا : بني قريضة :-
جاء في الصحيحين أن النبي – ص – لما رجع من الخندق وضع السلاح وأغتسل أتاه جبريل – ع - فقال :" قد وضعت السلاح ؟ والله ما وضعناه , فأخرج إليهم , قال : إلى أين ؟ قال : هذا وأشار إلى بني قريضة , فخرج النبي – ص – و نادى – ص – المسلمين ألا يصلين أحد العصر إلا في بني قريضة , فسار الناس , فأدرك بعضهم العصر في الطريق , فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها , وقال بعضهم : بل نصلي , ولم يرد منا ذلك , فذكروا ذلك للنبي – ص – فلم يعنف أحدا منهم .
وقدم رسول الله – ص – على بن أبي طالب – ع – برايته إلى بني قريضة وابتدرها الناس , فسار على بن أبي طالب – ع – حتى إذا دنا من الحصون سمع مقالة خبيثة لرسول الله – ص – فرجع حتى لقى رسول الله بالطريق , فقال : يا رسول الله لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابث , قال : لم ؟ أظنك سمعت منهم لي أذى ؟ قال : نعم يا رسول الله , قال : لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا , فلما دنا رسول الله – ص – من حصونهم قال :" يا أخوان القردة , وهل خزاكم الله وأنزل بكم نعمة ؟ قالوا : يا أبا القاسم ما كنت جهولا " ص301 المنهج الحركي للسيرة النبوية .
في أواخر المحرم للسنة السابعة من الهجرة توجه رسول الله – ص – إلى خيبر وكانت مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع تقع على بعد مائة ميل شمال المدينة جهة الشام , وكان مع النبي – ص – في هذه الغزوة ألف وأربعمائة مقاتل ما بين فارس وراجل . حاصرهم رسول الله – ص – بضع عشرة ليلة حتى إذا أيقن من فيهما بالهلاك سألوه – ص – أن يخرجهم من نخلهم ويحقن دماءهم ويتركوا له الأموال فوافقهم – ص – على ذلك , ثم إنهم سألوا رسول الله – ص – أن تبقى خيبر تحت أيديهم يعملون فيها ويزرعونها لأنهم أعرف بأراضيهم وأعمر لها , ولهم شطر ما يخرج منها , فصالحهم رسول الله – ص – على ذلك , وقال لهم :" على أنا إن شئنا أن نخرجكم أخرجناكم " .
فما اطمأن رسول الله – ص – أهدت له زينب بنت الحارث امرأة سلام بن شكيم ذراع شاة مسمومة فلفظها , ثم قال : إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم , ثم دعا بها , فاعترفت فقال : ما حملك على ذلك ؟ قالت : بلغت من قومي ما لم يخف عليك , فقلت : إن كان ملكا استرحت منه وإن كان نبيا فسيخبر .
وقسم رسول الله – ص – غنائم خيبر بين المسلمين : للراجل سهم وللفرس سهمان " فقه السيرة ص256 – 257 .
ثانيا : وعد الآخرة :-
من " أدرعات – الشام " إلى " تل أبيب – فلسطين " ومن الإرهابي " حيي بن أحطب " إلى الإرهابي " بن جوريون " كانت خطوة الألف ميل باتجاه " وعد الآخرة ... ومن الإرهابي " بن جوريون " إلى الإرهابي " رابين " وإلى الإرهابي ... يأخذ العلو والإفساد الإسرائيلي الرسمي عنفوانه وطابعه الهجين ضمن الجوقة الغربية والعربية لتبدأ ملامح " وعد الآخرة " ... " جئنا بكم لفيفا " ... " عبادا لنا أولي بأس شديد " ... " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " ... " وليتبروا ما علوا تتبيرا " ... ولتفصيل ملامح " وعد الآخرة " ...
1 – الهجرة اليهودية .
2 – دخول المسجد الأقصى المبارك .
3 – تتبير العلو والإفساد الإسرائيلي .
أولا : الهجرة اليهودية :-
الهجرة اليهودية المتواصلة إلى ديارنا المقدسة - فلسطين " وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " سورة الإسراء .
قبل ميلاد هذا الكيان السرطاني الغاصب ونحن نشهد موجات متلاحقة من الهجرة اليهودية والتي تزداد زخمها وأخذت طابعا دوليا ورسميا في التسعينيات من هذا القرن – القرن العشرين , وقد وضعتها الحركة الصهيونية دوما على سلم أفضلياتها يقول جابتونسكي – أستاذ الإرهابي مناحم بيجن :" مهمة الصهيونية هي العمل على توطين عدد كاف من اليهود خلال وقت معين وعلى مساحة معينة ليصبحوا أمثرية مقررة فيها .... الاستيطان الصهيوني معناه استيطان يؤدي إلى خلق أكثرية يهودية , ولذلك فهو قبل كل شيء استيطان سريع , ليس استعمارا عاديا ولكنه استعمار فريد من نوعه , استعمار شاذ " تاريخ الصهيونية ص170 ج2 , ويعلن بن جوريون :" الشعب اليهودي بأسره سيعود إلى الاستيطان في أرض الآباء والأجداد الممتدة من النيل إلى الفرات " قبل أن يهدم الأقصى ص72 , وأعلن الإرهابي شارون أن :" الاستيطان روح الصهيونية " .
موجات الهجرة اليهودية في تتابع هندسي تصاعدي لعين وبشكل يكاد يكون متواصل أسبوعيا لا بل يوميا من كل دول الشتات اليهودي وبخاصة بعد انهيار الشيطان الأصغر – الاتحاد السوفييتي , وما يصاحبها من عمليات تطهير قذرة لتكريس التواجد اليهودي الفعلي على الأرض لخلق واقع جديد ولخلق الواقعية العربية !!!! ضمن منظومة يهو صليبية خبيثة لتكريس واستمرارية الهيمنة الغربية الكافرة على عالمنا العربي والإسلامي الممتد من طنجا إلى جاكرتا فالمؤامرة التي يتعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني المسلم بحجم الكرة الأرضية وإن كانت ديارنا المقدسة – فلسطين لا تتجاوز قبضة اليد !!! , فالعالم الغربي الكافر حانث توراتيا على تركيع عالمنا العربي والإسلامي ... تركيعه عسكريا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا و ... الخ .
تركيعه عسكريا : عبر عدم سماحة بخلق بني عسكرية تحتية وتحويله فقط إلى مستودعات للأسلحة التي يشرف عليها الرجل الغربي الأبيض ذو العيون الزرقاء !!! , واقرب مثال على ذلك فرق التفتيش الأمريكية عفوا اللادولية من أجل تدمير البنية التحتية للآلة العسكرية العراقية بأموالنا – أموال العراق وبإجماع عربي تحسد عليه ( ما عدا اليمن والدولة الإسلامية في السودان ) .
وتركيعه سياسيا عبر معاهدة سايكس – بيكو , وإنشاء منظمات عربية هزيلة حارسة لهذه المعاهدة تحافظ على العلم والنوتة المتميزة لكل عضو من أعضائها وأقرب مثال على ذلك جامعة الدول العربية والتي أنشئت بقرار غربي من الإرهابي أنتوني ايدن !!! .
وتركيعه اقتصاديا : عبر الاستنزاف النفطي الهائل لمواردنا تحت إغراء الدولار والرفاهية الاستهلاكية , وشركات الببسي والكولا !!! .
وتركيعه نفسيا : عبر الكامب من ديفيد إلى مدريد – واشنطن من أجل تقبل تواجد الجيتو اليهودي فيما يسمى بدولة " إسرائيل " !!! ....
والذي يأسرني ويجعلني أكاد أنفجر في وجه أولاد كامب مدريد – واشنطن أن التوراة تسجل ذلك وبنص قطعي الدلالة يقول سفر حزقيال الإصحاح 20 " وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي تفرقتكم فيها بيد قوية وبذراع ممدودة وبسخط مسكوب وآتي بكم إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه كما حاكمت آباءكم في برية أرض مصر , كذلك أحاكمكم يقول السيد الرب " مصداقا لقوله عز اسمه :" وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " سورة الإسراء 104 .
من هذا النص التوراتي القطعي الدلالة نستنتج أن :-
1 – محافظة اليهود على نقائهم العنصري عبر التاريخ في دول الشتات اليهودي داخل تجمعات الجيتو أمر إلهي " وأخرجكم من بين الشعوب " !!! .
2 – عودة اليهود من كل دول الشتات اليهودي إلى ديارنا المقدسة – فلسطين " وأخرجكم من بين الشعوب وأجمعكم من الأراضي التي تفرقتم فيها ... , " ويرفع راية الأمم ويجمع منفى بني إسرائيل ويضم مشتتي يهودا من أربعة أطراف الأرض " سفر أشعياء 11 : 12 .
3 – القدرة على حشد الطاقات والإمكانيات .... قرآنيا " وجعلناكم أكثر نفيرا " , وتوراتيا " بيد قوية وبراع ممدودة " لتحقيق وعد الله توراتيا وقرآنيا !!! .
4 – عودة اليهود من كل دول الشتات اليهودي إلى ديارنا المقدسة – فلسطين لا يتم إلا بقوة وذراع ممدودة ... " " وجعلناكم أكثر نفيرا " سورة الإسراء .... قادرة على التقاطهم من الشتات اليهودي وقذفهم بل وحشرهم في ربوع ديارنا المقدسة – فلسطين ... " بيد قوية وبذراع ممدودة ... " .
5 – عودة اليهود إلى ديارنا المقدسة – فلسطين لا تعني ولن تعني أنهم على الحق فصدق رسولنا الكريم – ص - :" والذي نفسي بيده لو أن موسى حيا بين أظهركم ما وسعه إلا أن يتبعني ... ف" شعب الله المختار " ليس إلا خرافة اختلقوها ويسوقونها ... فها هم يعودون بسخط من الله لتحقيق " وكان وعدا مفعولا " سورة الإسراء ... تأكيدا للمفهوم التوراتي " ... وبسخط مسكوب ... " .
6 – محاكمة الرب لأبناء القردة والخنازير هنا على ترابنا المقدس – فلسطين ... فها هم يعودون لفيفا ... لفيفا إلى برية الشعوب – فلسطين أو ما نفهمه قرآنيا ب" أرض المحشر " , يروي زيادة بن سودة عن أخيه أن ميمونة ( مولاة الرسول – ص - ) قالت : يا نبي الله أفتينا في بيت المقدس , فقال " أرض المحشر والمنشر " رواه أحمد , وهذا أشارة صريحة إلى "... وآتي بكم إلى برية الشعوب وأحاكمكم هناك وجها لوجه كما حاكمت آباءكم في برية أرض مصر " .
7 – " التيه " و " محاكمة الرب " وجهان لعملة واحدة بينهما أربعة آلاف عام ... ف" التيه " شيء يخيفهم يجعلهم يرتجفون وهو قبل كل شيء عقوبة " الرب " لتمردهم وعدم استجابتهم لدخول " الأرض المقدسة " – فلسطين التي كتبها الله لهم .... فتاهوا في صحراء سيناء " أربعين عاما " يرعبهم غضب الله ليفنى جيل الجبناء والمتقاعسين والذين يريدون من الأرض المقدسة – فلسطين أن تأتي إليهم لا أن يأتوا إليها , وينشأ جيل " مؤمن " ذو باس شديد يتربى في أحضان الصحراء ولهيبها وحريتها صلب العود يخلع أثواب الذل والعبودية التي تربى آباءه في أحضانها في أرض مصر ... " وإذ قال موسى لقومه : يا قوم أذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين , يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين . قالوا : يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإنا داخلون . قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين , قالوا : يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون . قال : رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فأفرق بيننا وبين القوم الفاسقين . قال : فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض , فلا تأس على القوم الفاسقين " سورة المائدة 20 – 26 .
واليوم ها هم يعودون " بسخط من الرب " إلى الأرض المقدسة – فلسطين التي تمردوا ورفضوا دخولها أول مره ... ها هم يعودون ... " الرب " يجمعهم من الشتات – كل الشتات تمهيدا للمحاكمة الكبرى " محاكمة الرب " توراتيا أو " وعد الآخرة " قرآنيا إشارة إلى ... " ... وأحاكمكم هناك وجها لوجه كما حاكمت آبائكم في برية أرض مصر " .
والأغرب من الخيال أن أبناء القردة والخنازير يقرأون ذلك صباح مساء ... يمشون إليه بأرجلهم ... " لذلك تنبأ وقل هكذا قال السيد الرب : هانذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم ( يا شعبي !!! ) وآتي بكم إلى أرض إسرائيل " سفر حزقيال 37 .
باختصار : إنهم يحفرون قبورهم بأيديهم وبأيدي المؤمنين فأعتبروا يا أولي الأبصار !!! .
ثانيا : دخول المسجد الأقصى المبارك :-
يبشرنا القرآن الكريم بدخولنا المسجد الأقصى مكبرين مهللين وما نعبر عنه ب" الفتح الأكبر " ... دخله عمر – رض – وعلى خطاه " عبادا لنا أولي بأس شديد " , يقول الله تعالى " فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " سورة الإسراء 7 .
ثالثا : تتبير العلو الإسرائيلي :-
يبشرنا القرآن الكريم بأن ( عبادا لنا أولي بأس شديد ) سوف نتبر مظاهر العلو والإفساد الإسرائيلي والمتمثل رسميا في كيانهم السرطاني الغاصب ( إسرائيل ) , يقول الله تعالى :" وليتبروا ما علوا تتبيرا " سورة الإسراء 7 .
وقد ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسير الاية اننا عندما ابتعدنا عن صفة عباد الله اعاد الله لهم الكرة علينا وحتي تعاد لنا الكرة مرة اخري يجب انا نعود لصفة عباد الله وقضي الله بان وعد الاخرة هذا سيحدث باذن الله
فها هو الرسول r يقول لابن حوالة – رضي الله عنه - : ( يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدس فالساعة يومئذ أقرب من يدي هذه على رأسك ) [ مسند الإمام أحمد 5/288 وصححه الألباني في صحيح الجامع 7838 ] .
*عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا رأيت الخلافة نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام" مسند أحمد 21449 وسنن أبو داود 2173
...