حين تلفظك جامعتك العتيدة إلى شارع العمل العريض المزدحم بهياكل واختراعات تشبهك، ولكن بمزايا فنية وتعبوية مختلفة.
لن يكون حدثاً استثنائياً أن تعود بك الذاكرة إلى ذلك الطالب النجيب الذي كان يحمل قرطاسيته ومخه وأحلامه بكل اعتزاز، رافعاً رأسه نافخاً صدره كديك رومي عنيف، باسماً ثغره مثل كنار مغرد، حاثاً خطواته كنمر جائع يهوى اصطياد فريسته «العلم»، فحُقّ له الاعتداد بنفسه وكيف لا؟ فهو الطالب في الجامعة، ويحق له مالا يحق لغيره.
أقول حين تلفظك الجامعة، جامعتك، ليس من السهولة بمكان أن تستنجد بصديق ليقول لك أي مصيبة حلت بك، ولا من مجيب لدعوتك الساذجة: كلوا من رغيفي، اشربوا من نبيذي، ولا تتركوني على شارع العمر وحدي!
حينها، وفي أي مكان كنت، في وسط الشارع، أو حتى على الرصيف، حينها فقط، ستنسى كل المشاكسات والدعابات التي تعلمتها أو ابتدعتها في سنوات دراستك، بل من الممكن أن تنسى حليب أمك دون أن يتفضل عليك أحد وينسيك إياه.
حينها سترمي في «مجاري» بردى بكل محاولاتك الأدبية «شعرية أم نثرية» كنت كتبتها في وقت ما عن أنثى وعدتها بأشياء وأشياء من عملك الذي سوف يأتيك من عملك بعد الجامعة.
حينها سيخطر ببالك بيع ثيابك أو بعض الكتب العزيزة على قلبك التي استعرتها أو سرقتها على سبيل الإعارة الأدبية من معارض عديدة أقامتها جامعتك التي طالما داعبت أحلامك بعمل يحفظ كرامتك ويليق بمقامك.
حينها ستنهار أبنية الأمل التي شيَّدتها يوماً بيوم وساعة بساعة في فضاءات قاعات جامعة فخرت بأن اسمك مدون على لائحة سجلاتها.
حينها ستبكي وبشدة وبلا خجل، فليس عيباً أن يبكي الرجال دفعاً للخجل واحتيالاً على الحياة والتفافاً
على اليأس.
حينها لن يكون بوسعك أن تحمل صليبك وتمضي لأنه لا أمل في بصيص ضوء يأتي من نهاية هذا النفق المظلم الموحش.
حينها ستعلم بشكل حقيقي كيف استحال الوهم جسداً، جثا على قدميه وانتحر فصار صنماً للعبادة.
وحينها فقط ستخونك ذاكرتك وستنسى كل الحقوق حتى حقوق الحيوان لتتذكر فقط أنك لا شيء.
حينها لن تقوى على الوقوف مثلما لن تستطيع يد بشرية أن تسند حائطاً ينهار أو توقف جبلاً يطير.
وهكذا لن تكون كما علموك بأنك: «مرتكز الجهات والعلامة الفارقة بين الأرض والسماء».
وستعرف أن كل ما رسمته وخططت له طوال سنواتك الجامعية لا يتعدى كونه كلمات خططتها على
جدران الوهم.
لن يكون حدثاً استثنائياً أن تعود بك الذاكرة إلى ذلك الطالب النجيب الذي كان يحمل قرطاسيته ومخه وأحلامه بكل اعتزاز، رافعاً رأسه نافخاً صدره كديك رومي عنيف، باسماً ثغره مثل كنار مغرد، حاثاً خطواته كنمر جائع يهوى اصطياد فريسته «العلم»، فحُقّ له الاعتداد بنفسه وكيف لا؟ فهو الطالب في الجامعة، ويحق له مالا يحق لغيره.
أقول حين تلفظك الجامعة، جامعتك، ليس من السهولة بمكان أن تستنجد بصديق ليقول لك أي مصيبة حلت بك، ولا من مجيب لدعوتك الساذجة: كلوا من رغيفي، اشربوا من نبيذي، ولا تتركوني على شارع العمر وحدي!
حينها، وفي أي مكان كنت، في وسط الشارع، أو حتى على الرصيف، حينها فقط، ستنسى كل المشاكسات والدعابات التي تعلمتها أو ابتدعتها في سنوات دراستك، بل من الممكن أن تنسى حليب أمك دون أن يتفضل عليك أحد وينسيك إياه.
حينها سترمي في «مجاري» بردى بكل محاولاتك الأدبية «شعرية أم نثرية» كنت كتبتها في وقت ما عن أنثى وعدتها بأشياء وأشياء من عملك الذي سوف يأتيك من عملك بعد الجامعة.
حينها سيخطر ببالك بيع ثيابك أو بعض الكتب العزيزة على قلبك التي استعرتها أو سرقتها على سبيل الإعارة الأدبية من معارض عديدة أقامتها جامعتك التي طالما داعبت أحلامك بعمل يحفظ كرامتك ويليق بمقامك.
حينها ستنهار أبنية الأمل التي شيَّدتها يوماً بيوم وساعة بساعة في فضاءات قاعات جامعة فخرت بأن اسمك مدون على لائحة سجلاتها.
حينها ستبكي وبشدة وبلا خجل، فليس عيباً أن يبكي الرجال دفعاً للخجل واحتيالاً على الحياة والتفافاً
على اليأس.
حينها لن يكون بوسعك أن تحمل صليبك وتمضي لأنه لا أمل في بصيص ضوء يأتي من نهاية هذا النفق المظلم الموحش.
حينها ستعلم بشكل حقيقي كيف استحال الوهم جسداً، جثا على قدميه وانتحر فصار صنماً للعبادة.
وحينها فقط ستخونك ذاكرتك وستنسى كل الحقوق حتى حقوق الحيوان لتتذكر فقط أنك لا شيء.
حينها لن تقوى على الوقوف مثلما لن تستطيع يد بشرية أن تسند حائطاً ينهار أو توقف جبلاً يطير.
وهكذا لن تكون كما علموك بأنك: «مرتكز الجهات والعلامة الفارقة بين الأرض والسماء».
وستعرف أن كل ما رسمته وخططت له طوال سنواتك الجامعية لا يتعدى كونه كلمات خططتها على
جدران الوهم.