السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوميات اسرة مصرية جدا
استيقظت الام سعاد فى ارهاق واضح قبل الشروق بربع ساعة....جاهدت لتحاول ايقاظ جسدها المجهد واللحاق بصلاة الفجرقبل الشروق.......مشيت على اطراف اصابعها كى لا توقظ زوجها الذى صلى قبلها......توضأت وصلت الفجر وجلست لحظات ثم قامت الى المطبخ كى تحضر طعام الغداء كى يكون جاهزاعند عودتها من عملها......
(حد فى الدنيا يصبح يقشر بصل؟)تمتمت سرها ووجهها الوردى المشرب بالحمرة يزداد احمرارا من تقشير البصل سارعت لوضع اللحم ليسلق وهى تدعو الله الا يكون الجزار كالعادة ضحك على زوجها واعطاه لحم عجوز لا ينضج الابعد6 سنوات !!!!
سارعت بضرب الطماطم فى الخلاط ومدت يدها لاخراج كيس من البسلة المخلوطة بالجزر التى اعدتها بالامس وهى تشاهد المسلسل العربى وتغالب النوم.......
نظرت الى الساعة وجدتها السادسة والربع حالا ستبدأ غارة ايقاظ الاولاد للذهاب الى المدرسة
مرت على غرفة خالد ابنها وجدته مستلقى على فراشه بالعرض والغطاء مكوم على الارض والغرفة فى حالة فوضى كأن قنبلة نووية مرت بها وتركت ابنها حى يرزق!!!!!
(اصحى يا خالد هتتأخر عن المدرسة مش كل يوم تعذبنى على ما تصحى)
واخذت تلتقط الاكواب الملقاة حول جهاز الكومبيوتر والاطباق الملقاة فوق الكتب فى سيريالية عجيبة وحاولت بصعوبة استخراج كتبه من بين الانقاض بلا جدوى!!
(اصحى يابنى بلاش غلب على الصبح!!)
فرد عليها بصوت نائم متذمر(يا ماماحرام عليكى انا نايم الساعة3سيبينى انام شوية)
ردت بصوت غاضب اهتز له جسدها البدين(انت غبت امبارح من المدرسة يلا علشان تروح ولا عاوز ابوك يعملها لنل حكاية؟ انت ناسى انك فى تانية ثانوى؟ ثانوية عامة يابنى !!!5دقايق والاقيك لبست هدومك!!!!)
وخرجت من غرفته حاملة كارثة متحركة من الاكواب والاطباق والاوراق وذهبت الى المطبخ......
وخرجت لغرفة ابنتها الصغرى ملك ذات الثمانى سنوات وكالعادة صراخ وبكاء وادعاء انها مصابة بمغص رهيييييب وان فيل هندى مر على قدمها بالليل ولهذا لا تستطيع الذهاب الى المدرسة!!
خرجت الام من غرفة ملك وهى تجرى على المطبخ بعد ما شمت رائحة شياط البسلة...واخذت تهذى بكلمات ساخطة(على الخلفة واللى بيخلفوها!!) وانقذت البسلة بأعجوبة ووجدت اللحم-كالعادة- مازال امامه ساعتين كى ينضج بعد ما امتص كل المرق ومازال كجلمود صخر!!
وهنا فاض كيلها وصرخت فى كل النائمين(حرام عليكم انا ح ألاقيها من الطبيخ ولا من الشغل ولا من تنضيف البيت ولا من المدارس.....يالا كلكم تصحوا فى دقيقة واحدة!!!!!)
وكأن هذه الصرخةهى علامة الخطر بالنسبة لخالد وملك فقاموا على الفور من غرفهم وكالعادة المعركة اليومية على دخول الحمام التى انتهت بتسرب ملك كالزئبق من فتحة الحمام وتركته يتوعد لها عندما تخرج!!!!!!
اعدت الام الافطار ودخلت غرفتها كى ترتدى ملابسها على عجل كى تلحق بعملها فى موعدها فالامر لا يحتمل شخطة من المدير ولا مقلب جديد من احدى الزميلات المخلصات!!!!
استيقظ زوجها محمود على حركتها وهى ترتدى ملابسها ودون ان يفتح عينيه كى لا يطير النوم منهم قال لها بصوت متذمر(هو مفيش يوم الواحد يصحى من غير سرينة الانذار دى؟)
كادت ترد عليه بعصبية ولكن لم تشأ ان تبدأ يومها بخناقة وجزت على اسنانها وهى تنظر للساعة فى أستغاثة (صباح الخير يا محمود الولاد ما بيصحوش الا بالطبل البلدى...يالا احسن ح تتاخر على شغلك انت كمان!!)
دفن راسه تحت المخدة وهو يقول(لسه ح انام شوية كمان!!)
تمتمت فى سرها (هما العيال جايبينه من بره؟)وضبطت له المنبه ليوقظه بعد ربع ساعة كى لا تقوم غارة عند عودتها انها هى من تركته نائم وانها السبب فى تاخيره!!!!
اتمت ارتداء ملابسها وخرجت وجدت خالد وملك ارتدوا ملابس المدرسة ويتناولون الافطار.......وامسكت شعر ملك لتمشيطه وهى تاكل فاعترضت وقالت (يا ماما كده الاكل ح ينزل فى شعرى!!!)
فقالت لها فى تعجب( ياستى اللماضة دى مش باشوفها غير فى البيت وفى المدرسة بتسيبى البنات يضربوكى ليه؟)
فدافعت عن نفسها وقالت (لا ياماما محدش بيضربنى ده انا اللى بأموتهم من الضرب حتى اسألى خالد.......مش كده يا خالد؟)
فأجاب على طريقة فؤاد المهندس(اه طبعا على يدىىىىى!!)
فأنهت الام الصراع المتوقع وقالت لخالد بطريقة آمرة ( خالد توصل اختك لحد باب المدرسة وما تسيبش ايديها مفهوم؟)
وهمت بالخروج ثم عادت لتتأكد انها اغلقت البوتاجاز ولم تترك الحنفية مفتوحة ثم مرت على غرفة ابنتها الكبرىسلمى وفتحتها بهدوء ووجدتها نائمة فى هدوء تحتضن الوسادة وكأنها تحتضن صورة فارس الاحلام وبجوارها عدة كتب يبدو انها امضت الليل فى قراءتهم وايقظتها بهدوء فاستيقظت وهى تبتسم لامها وتقول لها(صباح الخير ياقمر)
فأشرق وجه الام لاول مرة منذ استيقاظها وقالت لابنتها فى حنان (صباح النور يا حبيبتى .....بصى كملى سوا اللحم واعملى الرز قبل اخواتك ما ييجوا وما تنسيش تنضفى البيت كويس......يالا كملى نومك يا حبيبتى!!!)
فردت بصوت نصف نائم(حاضر ياماما)ثم احتضنت وسادتها واكملت احلامها.......
ونظرت اليها الام بحنان وهمست(ربنا يعدلهالك يا سلمى يا بنتى يارب!!!!!!!)
ياريت يكون موضوع كويس وينال اعجابكم