دعونا نتفق أولا أن "الجماعة" مسلسل مختلف،ويستحق أن يحظى بإقبال جماهيرى كبير..مؤلف بقدر وحيد حامد وانتاج ضخم ترعاه شركة الباتروس،وكوكبة من الممثلين منهم من احتل صدارة شباك التذاكر فى السينما ويظهر على الشاشة الصغيرة لأول مرة، إلى جانب إخرج متميزة وصورة جميلة وكلها عناصر فنية جذابة، مع –وهذا هو الأهم-موضوعخطير يتم تناوله بكل هذا القدر من الحرية لأول مرة فى التليفزيون..مجرد ذكر اسم"جماعة الإخوان المسلمين" فى عمل درامى كان خطا أحمرا يتجنب المؤلفون ذكره علانية قبل "الجماعة"..اليوم صار لدينا مسلسلا كاملا يتحدث عنهم،
ألا يستحق هذا العمل المشاهدة؟
حلقة أولى بكل عناصر الجذب:
استطاع صانعو "الجماعة" أن يجذبوا الأنظار منذ الحلقة الأولى ببراعة منقطعة النظير..ظهور أحمد حلمى ملقيا قصيدة اختارها بنفسه،وأبدع فى إلقائها بصورة يعرف أنها ستثير اهتمام جمهوره الكبير وسيتم مشاهدتها مراراوتكرارا على صفحات الفيس بوك واليوتيوب ومنتديات الانترنت..ثانيا: استفزاز أعضاء الإخوان ومؤيديهم بتجسيد شخصيات مميزة فى مكتب الإرشاد، ومشهد فى غاية الاستفزاز يظهر أحد أبرز كوادر الجماعة بمظهر رجل الأعمال المستغل الجشع عندما يطلب عبد العزيز مخيون –أيا كانمن يجسده- من عامل السوبر ماركت لديه أن يعيد وضع المنتجات الدنماركية التى رفعها إبانالأزمة الشهيرة حتى تباع قبل أن تنفد صلاحيتها..مشهد بسيط يعرف صانعو المسلسل جيداأنه لن يمر مرور الكرام، ومن ثم يهيج شباب الإخوان ويشنون حملات شعواء على الانترنتضد المسلسل (دعاية مجانية لصالح رفع نسبة مشاهدة المسلسل، حتى أن تقارير إخبارية أكدتأن 70% من شباب الإخوان يتابعون المسلسل، وطبعا هؤلاء الشباب أغلبهم ناشط سياسيا، وسيكتبويتحدث ويملأ الدنيا ضجيجا ضد المسلسل، مما يشجع أخرون لمتابعة المسلسل..هكذا ترتفع نسبة المشاهدة، تزداد الإعلانات، يزداد النجاح، تصل رسالة المسلسل لمزيد من الملايين..هل يحلم صانعو المسلسل بما هو أكثر؟)..
لماذا العرض العسكرى لبداية الأحداث؟
لم يخيب المسلسل أمل من بدؤوا متابعة المسلسل منحلقته الثانية، ليقدم لنا المسلسل واحدا من أعظم أخطاء الإخوان خلال السنوات الأخيرة(الاستعراض العسكرى لطلاب الجماعة فى جامعة الأزهر، وما حظا به وقتها من ضجة إعلاميةكبرى)..
إذن كشف وحيد حامد عن أنيابه وأعلن صراحة أنه يقدم عملا "ضد" الإخوان، لا سيما أنه أظهر ضباط أمن الدولة فى غاية اللطافة والبراءة (قال إيه تعلموا من أخطائهم السابقة وانتهى عصر التعذيب إلى الأبد–كما ورد على لسان ضابط أمن الدولة)..
الكل تساءل: يعنى دونا عن كل ما فعله الإخوان خلال السنوات الماضية اختار وحيد حامد هذا الحدث الفردى ليبدأ به أحداثه الدرامية؟
لماذا لم يبدأ مثلا بالنجاح الساحق فى انتخابات مجلس الشعب واحتلال خمس مقاعد المجلس رغم الحظر والتزويير والاعتقالات؟
..طبعا لأنه لا يريد أن يقول للناس أن "الإخوان ناجحين" لكنه يريد أن يقول للمشاهد "شفت الإخوان كخة ووحشين إزاى؟"..تعززت هذه الرسالة بقوة من خلال إظهار ضباط أمن الدولة قططا وديعة ،والخطب العصماء الطويلة التى يتبادلها أبطال المسلسل ليقولوا لنا "الناس فاهمة الدين غلط، الإخوان بيضحكواع الناس، شباب الإخوان مش عارفين هم عايزين، دول شباب غلابة والله بس الجماعة ضحكت عليهم" بمعنى "الجماعة وحشة بس الطلبة طيبين وغلابة ومضحكوك عليهم"!
دعك من المشاهد الكوميدية التى تتخلل المسلسل، والتى يعتقد صانعوه أنها قمة الدراما..راجع تحقيقات وكيل النيابة مع طلاب الإخوان المقبوضعليهم (هل المفروض الناس تصدق يعنى أن التحقيقات تتم بكل هذه الوداعة والحنان والحنية؟)..راجع حوار صلاح عبد الله مع ابنه المقبوض عليه فى غرفة وكيل النيابة..راجع كلام الضباط مع بعضهم البعض..حاجة غريبة..تحس أن وحيد حامد يريد أن يخبرك بصراحة "الإخوان دول كخة" لكنه يعيد صياغة الجملة بعشرات الصياغات..دول بيضحكوا على العيال الغلابة..دول بيلعبوا فى دماغ الطلبة..دول بيستغلوا احتياجات الطلبة المغتربين اللى مش لاقيين ياكلوا..بسكده..لم يظهر خلال التحقيقات طالب واحد مقتنع بفكر الجماعة ويعرف أهدافها وتاريخهاجيدا، رغم أن وكيل النيابة أكد أكثر من مرة "الجماعة هى اللى بتختار أعضائها بدقة شديدة جدا جدا جدا"..أين هذه الدقة إذن؟ هل يظن وحيد حامد المشاهد ساذج لهذه الدرجة؟
لماذا إذن نتابع المسلسل؟
أولا: لأنه مختلف..
ثانيا: لأن سيقدم لى عالما لا أعرف عنه الكثير..المسلسل نتاج بحث عظيم قام به مؤلفه عبر عشرات الكتب والمراجع، وهو فى النهاية يقدم لى خلاصةهذا البحث فى عمل درامى..إذن سأستفيد رغم أنه سيقدم هذا العمل من وجهة نظره..هناك مثلامشاهد الإنشاد الصوفى التى جاءت فى الحلقة السادسة، وقدمها المخرج ببراعة شديدة جعلتنى أبحث على الانترنت عن مزيد من الأناشيد الصوفية..إذن فالمسلسل يفتح لى أبوابا لم أدخلها من قبل.
ثالثا: لأنه أريد أن أفهم تأثير المسلسل على الرأىالعام..
إذن دعنا نتساءل :لماذا يعرض الجماعة الان؟
توقيت عرض المسلسل فى غاية غاية الأهمية..انتخابات مجلس الشعب قادمة، ومن الطبيعى أن تحشد أجهزة الدولة كل أبواقها للدعاية للحزب الحاكم، ولتأثير على الرأى العام ضد جماعة الإخوان..(لقدحققوا فوزا مخيفا فى الانتخابات الماضية، الأمر الذى لن تسمح به الحكومة مرة ثانيةتحت أى مقياس، لذا فليس عجيبا أبدا أن يشترى التليفزيون المصرى المسلسل بعشرين مليون جنيه مصرى ويعرضه فى أوقات الذروة على قنواته).
لكن –فى رأيى الخاص- أن المسلسل سيزيد من شعبية الجماعة لا العكس..الملايين الذين ينتمون فعلا للجماعة أو يؤيدوها لن يؤثر فيهم مسلسل تليفزيوني معروض على القنوات الحكومية (هؤلاء لن يؤثر فيهم المسلسل)، والملايين الذين لا يعرفون شيئا عن الإخوان سيجدونها فرصة مناسبة لمعرفة شىء ما (وهؤلاء أصحاب عقول أيضا ويمكن لأغلبهم أن يميز افتراءات المسلسل من حقائقه)..أما الملايين الذين لا يمارسون السياسةولا تهمهم فهؤلاء قد يؤثر فيهم المسلسل، لكنهم فى النهاية لا يذهبون للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات ولو ذهبوا فهم يعطونها بناء على حسابات مسبقة لمرشح يعرفونه أو يقدم خدماته للدائرة.
رابعا: لأنى أريد أن أرى ما لا تقدمه المسلسلات الأخرى(مسلسل بدون تعدد أزواج أوطلاق أو أو مخدرات أو جريمة قتل غامضة أو بطل أو بطلة واحدة تظهر فى كل مشاهد المسلسل بلا استثناء..ياما انت كريم يا رب)..
المسلسل إذا كان يقدم الجماعة، فإنه –كعادة وحيدحامد –يكشف الكثير عن مصر الحقيقية..لم يجامل وحيد حامد الحكومة ولم يقل أبدا أن الناسمبسوطة..بالعكس..هو يقدم لنا جانبا حقيقيا من حياة البسطاء الذين يلعنون الحكومة ليلاو نهارا، وينساقون لأى حزب أو جماعة تعارض الحكومة (راجع مشهد أحمد فراج الرائع فى الحلقةالسابعة)..إذن وحيد حامد ليس منافقا، ولم تدفع له الحكومة لكى يكتب المسلسل، ولم يقامر بحياة المصريين وأوضاعهم..هو فقط يعبر عن مواقفه السياسية المعروفة جيدا ضد الإسلاميين بصفة عامة وضد الإخوان بصفة خاصة (راجع فيلم طيور الظلام)..لا جديد فى عالم وحيد حامد(سوى السذاجة التى يتعامل بها معنا).
أخيرا، إذا كان الإخوان يطالبوا ليلا ونهارا بحرية التعبير وحقهم فى المشاركة السياسية، فعليهم أيضا أن يحترموا الآخرين عندما يعبرواعن رأيهم..من حق الإخوان أن يختلفوا مع المسلسل وأن يعارضوه، وأن ينتجوا عملا فنيا موازيا للرد على المسلسل، لكن ليس من حقهم أبدا المطالبة بوقفه..هذه هى حرية التعبير..
ثم إذا كان شباب الإخوان قد غضبوا عندما بدأ المسلسل بأحداث العرض العسكرى، ما الذى سيفعلونه عندما يتوغل المسلسل قليلا ويخوض فى علاقاتالإخوان بعبد الناصر أو السادات أو الجماعات الإسلامية؟ أعتقد أن الأحداث القادمة ستكون أكثر سخونة بكثير، وعلى شباب الإخوان أن يوفروا طاقاتهم بدل الإعتراض على أخطاء تناول نشأة حسن البنا ويجهزوا أنفسهم لما هو قادم..لم تمض سوى سبع حلقات فحسب حتى لحظة كتابة هذه السطور، المسلسل لسه فيه أكتر!
أنا لست إخوانيا ولا علمانيا ولا شيوعيا ولا حزبيا ولا كفاية ولا أى حاجة..أنا أؤمن بالتغيير والديمقراطية..هذا رأيى الشخصى..اختلف معى من فضلك، فالإختلاف لا يفسد للود قضية..
علاء مصباح
ألا يستحق هذا العمل المشاهدة؟
حلقة أولى بكل عناصر الجذب:
استطاع صانعو "الجماعة" أن يجذبوا الأنظار منذ الحلقة الأولى ببراعة منقطعة النظير..ظهور أحمد حلمى ملقيا قصيدة اختارها بنفسه،وأبدع فى إلقائها بصورة يعرف أنها ستثير اهتمام جمهوره الكبير وسيتم مشاهدتها مراراوتكرارا على صفحات الفيس بوك واليوتيوب ومنتديات الانترنت..ثانيا: استفزاز أعضاء الإخوان ومؤيديهم بتجسيد شخصيات مميزة فى مكتب الإرشاد، ومشهد فى غاية الاستفزاز يظهر أحد أبرز كوادر الجماعة بمظهر رجل الأعمال المستغل الجشع عندما يطلب عبد العزيز مخيون –أيا كانمن يجسده- من عامل السوبر ماركت لديه أن يعيد وضع المنتجات الدنماركية التى رفعها إبانالأزمة الشهيرة حتى تباع قبل أن تنفد صلاحيتها..مشهد بسيط يعرف صانعو المسلسل جيداأنه لن يمر مرور الكرام، ومن ثم يهيج شباب الإخوان ويشنون حملات شعواء على الانترنتضد المسلسل (دعاية مجانية لصالح رفع نسبة مشاهدة المسلسل، حتى أن تقارير إخبارية أكدتأن 70% من شباب الإخوان يتابعون المسلسل، وطبعا هؤلاء الشباب أغلبهم ناشط سياسيا، وسيكتبويتحدث ويملأ الدنيا ضجيجا ضد المسلسل، مما يشجع أخرون لمتابعة المسلسل..هكذا ترتفع نسبة المشاهدة، تزداد الإعلانات، يزداد النجاح، تصل رسالة المسلسل لمزيد من الملايين..هل يحلم صانعو المسلسل بما هو أكثر؟)..
لماذا العرض العسكرى لبداية الأحداث؟
لم يخيب المسلسل أمل من بدؤوا متابعة المسلسل منحلقته الثانية، ليقدم لنا المسلسل واحدا من أعظم أخطاء الإخوان خلال السنوات الأخيرة(الاستعراض العسكرى لطلاب الجماعة فى جامعة الأزهر، وما حظا به وقتها من ضجة إعلاميةكبرى)..
إذن كشف وحيد حامد عن أنيابه وأعلن صراحة أنه يقدم عملا "ضد" الإخوان، لا سيما أنه أظهر ضباط أمن الدولة فى غاية اللطافة والبراءة (قال إيه تعلموا من أخطائهم السابقة وانتهى عصر التعذيب إلى الأبد–كما ورد على لسان ضابط أمن الدولة)..
الكل تساءل: يعنى دونا عن كل ما فعله الإخوان خلال السنوات الماضية اختار وحيد حامد هذا الحدث الفردى ليبدأ به أحداثه الدرامية؟
لماذا لم يبدأ مثلا بالنجاح الساحق فى انتخابات مجلس الشعب واحتلال خمس مقاعد المجلس رغم الحظر والتزويير والاعتقالات؟
..طبعا لأنه لا يريد أن يقول للناس أن "الإخوان ناجحين" لكنه يريد أن يقول للمشاهد "شفت الإخوان كخة ووحشين إزاى؟"..تعززت هذه الرسالة بقوة من خلال إظهار ضباط أمن الدولة قططا وديعة ،والخطب العصماء الطويلة التى يتبادلها أبطال المسلسل ليقولوا لنا "الناس فاهمة الدين غلط، الإخوان بيضحكواع الناس، شباب الإخوان مش عارفين هم عايزين، دول شباب غلابة والله بس الجماعة ضحكت عليهم" بمعنى "الجماعة وحشة بس الطلبة طيبين وغلابة ومضحكوك عليهم"!
دعك من المشاهد الكوميدية التى تتخلل المسلسل، والتى يعتقد صانعوه أنها قمة الدراما..راجع تحقيقات وكيل النيابة مع طلاب الإخوان المقبوضعليهم (هل المفروض الناس تصدق يعنى أن التحقيقات تتم بكل هذه الوداعة والحنان والحنية؟)..راجع حوار صلاح عبد الله مع ابنه المقبوض عليه فى غرفة وكيل النيابة..راجع كلام الضباط مع بعضهم البعض..حاجة غريبة..تحس أن وحيد حامد يريد أن يخبرك بصراحة "الإخوان دول كخة" لكنه يعيد صياغة الجملة بعشرات الصياغات..دول بيضحكوا على العيال الغلابة..دول بيلعبوا فى دماغ الطلبة..دول بيستغلوا احتياجات الطلبة المغتربين اللى مش لاقيين ياكلوا..بسكده..لم يظهر خلال التحقيقات طالب واحد مقتنع بفكر الجماعة ويعرف أهدافها وتاريخهاجيدا، رغم أن وكيل النيابة أكد أكثر من مرة "الجماعة هى اللى بتختار أعضائها بدقة شديدة جدا جدا جدا"..أين هذه الدقة إذن؟ هل يظن وحيد حامد المشاهد ساذج لهذه الدرجة؟
لماذا إذن نتابع المسلسل؟
أولا: لأنه مختلف..
ثانيا: لأن سيقدم لى عالما لا أعرف عنه الكثير..المسلسل نتاج بحث عظيم قام به مؤلفه عبر عشرات الكتب والمراجع، وهو فى النهاية يقدم لى خلاصةهذا البحث فى عمل درامى..إذن سأستفيد رغم أنه سيقدم هذا العمل من وجهة نظره..هناك مثلامشاهد الإنشاد الصوفى التى جاءت فى الحلقة السادسة، وقدمها المخرج ببراعة شديدة جعلتنى أبحث على الانترنت عن مزيد من الأناشيد الصوفية..إذن فالمسلسل يفتح لى أبوابا لم أدخلها من قبل.
ثالثا: لأنه أريد أن أفهم تأثير المسلسل على الرأىالعام..
إذن دعنا نتساءل :لماذا يعرض الجماعة الان؟
توقيت عرض المسلسل فى غاية غاية الأهمية..انتخابات مجلس الشعب قادمة، ومن الطبيعى أن تحشد أجهزة الدولة كل أبواقها للدعاية للحزب الحاكم، ولتأثير على الرأى العام ضد جماعة الإخوان..(لقدحققوا فوزا مخيفا فى الانتخابات الماضية، الأمر الذى لن تسمح به الحكومة مرة ثانيةتحت أى مقياس، لذا فليس عجيبا أبدا أن يشترى التليفزيون المصرى المسلسل بعشرين مليون جنيه مصرى ويعرضه فى أوقات الذروة على قنواته).
لكن –فى رأيى الخاص- أن المسلسل سيزيد من شعبية الجماعة لا العكس..الملايين الذين ينتمون فعلا للجماعة أو يؤيدوها لن يؤثر فيهم مسلسل تليفزيوني معروض على القنوات الحكومية (هؤلاء لن يؤثر فيهم المسلسل)، والملايين الذين لا يعرفون شيئا عن الإخوان سيجدونها فرصة مناسبة لمعرفة شىء ما (وهؤلاء أصحاب عقول أيضا ويمكن لأغلبهم أن يميز افتراءات المسلسل من حقائقه)..أما الملايين الذين لا يمارسون السياسةولا تهمهم فهؤلاء قد يؤثر فيهم المسلسل، لكنهم فى النهاية لا يذهبون للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات ولو ذهبوا فهم يعطونها بناء على حسابات مسبقة لمرشح يعرفونه أو يقدم خدماته للدائرة.
رابعا: لأنى أريد أن أرى ما لا تقدمه المسلسلات الأخرى(مسلسل بدون تعدد أزواج أوطلاق أو أو مخدرات أو جريمة قتل غامضة أو بطل أو بطلة واحدة تظهر فى كل مشاهد المسلسل بلا استثناء..ياما انت كريم يا رب)..
المسلسل إذا كان يقدم الجماعة، فإنه –كعادة وحيدحامد –يكشف الكثير عن مصر الحقيقية..لم يجامل وحيد حامد الحكومة ولم يقل أبدا أن الناسمبسوطة..بالعكس..هو يقدم لنا جانبا حقيقيا من حياة البسطاء الذين يلعنون الحكومة ليلاو نهارا، وينساقون لأى حزب أو جماعة تعارض الحكومة (راجع مشهد أحمد فراج الرائع فى الحلقةالسابعة)..إذن وحيد حامد ليس منافقا، ولم تدفع له الحكومة لكى يكتب المسلسل، ولم يقامر بحياة المصريين وأوضاعهم..هو فقط يعبر عن مواقفه السياسية المعروفة جيدا ضد الإسلاميين بصفة عامة وضد الإخوان بصفة خاصة (راجع فيلم طيور الظلام)..لا جديد فى عالم وحيد حامد(سوى السذاجة التى يتعامل بها معنا).
أخيرا، إذا كان الإخوان يطالبوا ليلا ونهارا بحرية التعبير وحقهم فى المشاركة السياسية، فعليهم أيضا أن يحترموا الآخرين عندما يعبرواعن رأيهم..من حق الإخوان أن يختلفوا مع المسلسل وأن يعارضوه، وأن ينتجوا عملا فنيا موازيا للرد على المسلسل، لكن ليس من حقهم أبدا المطالبة بوقفه..هذه هى حرية التعبير..
ثم إذا كان شباب الإخوان قد غضبوا عندما بدأ المسلسل بأحداث العرض العسكرى، ما الذى سيفعلونه عندما يتوغل المسلسل قليلا ويخوض فى علاقاتالإخوان بعبد الناصر أو السادات أو الجماعات الإسلامية؟ أعتقد أن الأحداث القادمة ستكون أكثر سخونة بكثير، وعلى شباب الإخوان أن يوفروا طاقاتهم بدل الإعتراض على أخطاء تناول نشأة حسن البنا ويجهزوا أنفسهم لما هو قادم..لم تمض سوى سبع حلقات فحسب حتى لحظة كتابة هذه السطور، المسلسل لسه فيه أكتر!
أنا لست إخوانيا ولا علمانيا ولا شيوعيا ولا حزبيا ولا كفاية ولا أى حاجة..أنا أؤمن بالتغيير والديمقراطية..هذا رأيى الشخصى..اختلف معى من فضلك، فالإختلاف لا يفسد للود قضية..
علاء مصباح